ها انا اصارع امواج الملل التي قد ارهقتني و اطاحت بقوتي فتراها دوما متغلبة علي لان موطنها بين احضان الطبيعة التي اعيش فيها وفي هذه القرية الكئيبة والمملة شوارعها .اريد التحرر من قيود المجتمع .وارغب في ان اشغل وقت فراغي بفعل شيء ينسيني ارقي وكآبتي .حاولت عدة مرات لاطلق العنان لتلك الابتسامة التي سجنتها بين اعمدة حديدية فهي تسعى وتحاول فرض نفسها لكني دوما امنع واعارض ذلك.يا ليتني كنت حمامة مثل تلك التي تقابلني فوق الحائط ترفرف بجناحيها وتبتسم للحياة ابتسامة بحر لا شاطىء له ترى كل الوجود تحتها صغير وترى الامل مزروعة بذوره في كل مكان . تمتلك حرية التنقل من مكان لاخر تصافح نسمات رياح عليلة تضفي على ريشها الحريري دغدغة تزيد فرحتها فرحة .فها هي ذي تنطلق نحو ذاك الجبل الذي قد نصب يحمل شجيرات تزيد هيبته وتبهي حلته .ارى ذلك الجبل يقف صامدا فاتحا قلبه على مصراعيه بكل معاني الحب والحنان والدفىء .
احلم كثيرا ان يكون لي نفس ما لتلك الحمامة البيضاء ولكني اصطدم بجدار عنيف من العادات والواجبات . وها هي جفوني تملك من الدموع ما يسقى غابات العالم دموع تقهرني وتستمر في تعذيبي محاولة الفرار من قيد عينان لا ترى الا ما فرض عليها ولا تملك حرية مشاهدة ما يروق لها .احسد كثيرا من اولائك ذوو الانشغالات الكثيرة من يدعون ان لا وقت للتامل .وترى على ماذا احسد على لحضة هدوء اقضيها على كرسي مطل على جبال وتحيط به الجدران من كل نحب وصوب انظر كثيرا الى السماء فاراها كبيرة جدا و واسعة كثيرا فاخاف .واحتار وادهش ويغمرني احساس لم اجد له اي تفسير في نفسي .ام تراني احسد على حمل قلم قد يكاد يجف من كثرة الكتابة .ومذا تراه يكتب هي فقط لحضات ضعف لا احس حين تهجم علي مثل وحش يقبض نفسي فتراني مهرولة تقودني اليه قدماي من غير استئذان فاجده ينتظرني بكل ثقة .ترى ما الذي تنتظره يا قلمي مني هي فقط كليمات تقطر حيرة واحيانا فزعا ورعبا من عالم مزعج . لمذا احسد يا ترى هل لاني كسرت حاجز صمتي باحتضاني قلم واوراق .اتمنى ان يجرب كل منهم ذاك الاحساس في هذه اللحضات الاليمة. انها تشبه سكرات الموت. هل احسستم يا من تحكمون فقط على المظاهر نفس شعوري حين حملي للقلم . هل خالجتكم يوما ما تلك الالام التي تقطعني حين افتح قلبي لاوراقي وامزق تلك الحدود والخيوط العنكبوتية التي قد نسجت على جدران قلبي منذ الازل .
انها صرخات قلب فرض عليه القدر ان يعمه الجفاف كتلك الصحاري القاحلة التي تشتاق الى قطرة ندى .قلب قدر له ايضا ان يكون كتلك الكهوف والمغارات المخيفة التي تسكنها الخفافيش تحت ستار من ظلام حالك ودامس .يتوسطه احيانا بصيص ضوء او امل ضعيف من ثقب بين تلك الصخور .تشرق شمس هذا البصيص في قلبي فقط حين امسح على راس طفل تغمره البراءة وشعاره البسمة .او حينما ارى تلك الضحكة التي تنبعث من قلب ام تشعل رموشها لتنير درب اسرة تكد ليل نهار لتشتري السعادة .وايضا حين ارى ذاك الاب يمشي بين الشوارع مكابدا لعصر ملؤه الظلم والطغيان ساعيا وراء لقمة عيش حلال ليلقي به في المساء في تلك الافواء التي ضلت مفتوحة تنتظر تلك اللقيمات . هي وفقط هذه اللحضات التي يشرق فيها بصيص الامل المنير في قلبي ولكنه يعود مرة اخرى الى الاضمحلال .
وها انا ارفع راسي هناك تجاه ذاك الستار الازرق حيث ارى سحابات تمر مسرعة لتتجمع ويحاكي بعضها البعض .وتسود احيانا مشفقة على تلك الاراضي القاحلة فترسل اليها مبتسمة ومتالمة في نفس الوقت تلك القطرات من الندى الصافي .
انه ضجيج وفوضى عارمة لا اعلم مصدرها .اتراها الام قلبي المنكسر .ومن غيره انه يان وجعا والاما ماذا عساني لك فاعلة يا قلبي. رجاءا لا تتالم فالامك هذه تزيد حسرتي وتذبل قوتي .توقف ان اردت التوقف ولكن لا تحاسبني بما لم اختر من قدر فقد فرض علي وارغمت على تقبله بما يحمل من اوجاع .وانت ايتها الحمامة لم عدت الي ثانية .هل اشفقت على حالي ام انك تسخرين مني. لي عندك طلب وحيد اذهبي الى صخور ذاك الجبل اروي قصتي للاجيال القادمة .رجاءا انحتيها ان استطعت على ظهر تلك الصخور لتضل محفوظة في عمق الزمن .تحكي ضعف قلب ارهقته المتاعب ويجاهد باحثا عن ابتسامة بالية . هل فهمت ما اقوله لك .اذهبي ....اذهبي وعديني ان تحققي امنيتي . ولا تنسي ذكري بين اترابك وادعو لي علي استريح حين دعائكم لي .
ها انا احاول النهوض من فوق هذا الكرسي الذي قد اسرت فوقه بسلاسل واغلالا من حديد اريد ان اصل لتلك النافذة المطلة على الشارع اسير خطوة الى الامام واثنتان الى الخلف انه خوفي مما سارى هو من يدفعني الى الوراء .هل اواصل المسيرة الى هناك ام اعود لاعانق صفحاتي وقلمي الوفي .ولمذا اطل لارى بشرا طالما رايتهم فتزيد آلامي .ام ابقى وحيدة ابحث عن مفتاح لقلبي .انها حقا معاناة بين قلب وعصر ومجتمع يا ترى من فيهم الظالم ومن المظلوم .ام كلهم قد ظلمو. وكتبت عليهم هته المآسي والاحزان........؟؟؟ لا بل ارى ان قلبي هو المتضرر الوحيد من هذان العدوان المستبدان فكل منهما يريد ان يسيطر عليه .عصر تكمن قوته في في سرعة تغير احواله ودوران عجلته بما تحمله من مآسي ومخاوف ومظالم .ومجتمع يصارع عصر قد حطت جناحاه بين ضلوعه يحاول ان يتغير لكنه اسير وفي نفس اللحضة آسر لعدة قلوب ومنها قلبي . احاول ان اغمض عيناي لانسى ما انا به من هموم لكني لم استطع. فهما تفتحان فجأة فاصدم حين اجد نفسي في نفس المكان ونفس الاوجاع.
هيا يا قلبي الى هناك الى تلك القمة الخالية وهناك نستطيع ان نصرخ ونستغيث علنا نتحرر وعسانا نستريح.هناك نسمح لدمعة مشتعلة بلهيب السجن الطويل ان تنزل على خدان هزيلان من كثرة التفكير.وبسمة فرض عليها الاختباء بين ضلال شفتين قد ابيض لونهما من قلة النوم.
وداعا يا قلمي وسامحني لاني لم استطع البقاء معك اكثر من هذا الوقت .لا تضغط علي ارجوك ولا تحاول منعي فكل الالام قد عقدت عزمها على محاربتي .وداعا يا رفيق دربي وسياتي يوم اعود اليك مطاطاة الراس ذابلة لاحملك مرة اخرى فانت تعلم اني دوما في حاجة اليك مع السلامة يا قلمي .......................................................
بقلم:اختكم في الله